أكد وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية المستشار الدكتور فهد العفاسي أن الهيئة العامة للقصر -خلال ثمانية عقود - تخدم أكثر من 315 ألفا من أبناء الكويت من جميع الفئات، موضحا أن عدد المشمولين برعاية الهيئة ارتفع من بضع مئات في ثلاثينيات القرن الماضي الى 40 الفا خلال العام 2017.
وأضاف العفاسي خلال حضوره ورعايته الحفل الذي نظمته الهيئة مساء أول أمس لتكريم أبنائها وبناتها القصر المتفوقين والموظفين المثاليين والموظفين المتقاعدين، أن الهيئة قدمت كثيرا من الخدمات المتنوعة في مجال الرعاية الاجتماعية والثقافية والدينية بالاضافة الى دعم الأسر في المواسم والأعياد وخاصة ترميم المنازل وتأثيثها وقد وفقنا الله تعالى الى افتتاح المقر الجديد للهيئة بالاضافة الى مقرين في محافظتي الأحمدي والجهراء، وفي مجال تنمية أموال القصر حققنا بفضل الله تعالى أعلى العوائد الممكنة، وبلغت نسبة الأرباح الموزعة على الأرصدة 10% خلال 2017 وهو ما يشير بفضل الله الى سلامة سياسة الهيئة الاستثمارية وفقا لأحكام الشريعة الاسلامية.
وتابع العفاسي مخاطبا منتسبي الهيئة: ان ألفاظ اللغة العربية على ثرائها واكتنازها بالمعاني لتعجز عن التعبير عن المعاني التي تغمرني وأنا أشارككم احتفالية ثلاثية تشمل الاحتفاء بثلاث فئات تمثل الركائز الأساسية لعمل الهيئة وهي: أولا: بناتنا وأبناؤنا المتفوقون المشمولون برعاية الهيئة والثانية: كوادرها في مختلف المواقع، وثالثاً: المتقاعدون من أبناء الهيئة الذين أمضوا سنوات من عمرهم في والمتميزين من العاملين وكل من عمل خدمة الهيئة باخلاص واجتهاد لمساعدة الهيئة على أداء واجباتها تجاه المشمولين برعاية على أكمل وجه. ولكل من هذه الفئات الثلاث الأساسية في هذه المناسبة الفاضلة رسالة توجه اليهم تقديرا لجهودهم، وشكرا لمساهماتهم، وبياناً لمكانتهم.
واستدرك: وسأبدأ بالحديث الى بناتي وأبنائي المتفوقين والمتفوقات من المشمولين برعاية الهيئة فأقول لهم: لكم الشكر الجزيل، والثناء الجميل على ما بذلتم من تعب وسهر، وجد واجتهاد، نحو التفوق والاستمرار، والمثابرة والارادة والتطلع نحو القمة، حبا في الكويت، وبناء لمجدها، ورفعة لمكانتها، ووفاء لفضلها، فأنتم قادة المستقبل، وعماد الأمة، تدفعون عجلة تاريخ الكويت نحو أمل مشرق، ومستقبل مضيء، وتقدم واعد، لكم منا دعم ولن تبخل عليكم الكويت، ما دامت فينا عين تطرف، وقلب ينبض فهل جزاء الاحسان الا الاحسان. وتابع: لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرعى النوابغ والمتميزين من الصحابة رعاية خاصة ويجالسهم ويقربهم اليه وينصحهم ويستمع الى ارائهم وأقوالهم ليشعرهم بذواتهم، ويربي فيهم الشخصية الاستقلالية، ويدربهم على المسؤولية، ويوصي خيرا بهم، لأنهم أرجى للنفع، وأكثر عطاء، وانبغ عقولا، وأرق أفئدة، وألينَّ قلوباً فاعتنى بالحسن والحسين، وعبد الله بن عباس وأسامة بن زيد، وعبد الله ابن عمر وجميعهم أصبح فيما بعد من أعلام الأمة وقادتها.
وتابع بقوله: أما الرسالة الثانية للمتقاعدين من أبناء الهيئة وكوادرها في مختلف المواقع الذين أمضوا سنوات من عمرهم في خدمة الهيئة ففي الحقيقة حينما بدأت ابحث عن كلمات تكريم خارجة من الاعماق للبحث عما يليق بهذه المناسبة ويتواءم مع عطائهم تداخلت الأفكار وتشابكت المعاني للبحث عما يليق بهذه المناسبة الكريمة من عبارات الود وكلمات الثناء ونحن نودع رجالا قامت على أكتافهم هيئة شؤون القصر واستوت على سوقها وعلى يدهم تطور أداؤها، ونمت مخرجاتها، وزادت كماً وكيفا، لقد كانوا في الحقيقة ركنا أصيلا وفاعلا حقيقيا وشريكا اساسيا في كل النجاحات التي حققتها الهيئة، عرفناهم رجالا انجاز ومبادرة، وهمة عالية، عرفناهم بالانتماء للوطن، وحب العطاء له. واستطرد: واذا كانوا اليوم يترجلون عن جوادهم وينتهي بهم مطاف العمل الى تقاعد في صحة وعافية فاننا على أمل أن يلتحقوا بمسيرة اخرى من مسيرات العمل والعطاء لديننا وكويتنا الحبيبة، ونقول لكم لن نستغني عن خبرتكم العريقة في العمل المؤسسي وسنظل دائما بحاجة دائما الى عطائكم، وخالص تجربتكم، وجهودكم وأسأل الله تعالى ان يتقبل اعمالكم السابقة وان يبارك فيما تستقبلون من أيام عمركم القادمة عبادة وعملاً صالحاً.
وقال: أما الرسالة الثالثة فهي الى المتميزين من العاملين وكل من عمل باخلاص واجتهاد المساعدة الهيئة على أداء واجباتها تجاه المشمولين برعايتها على أكمل وجه فنقول لكم جزاكم الله خيرا على التميز والاحسان، وان كل ما يقدم شكرا لكم، وتقديرا لجهودكم ليس من باب الواجب الوظيفي وانما لاقرار مبدأ فضيلة شكر المحسن والثناء على بذله، فان الشارع اوجب علينا اذا حيينا بتحية فينبغي أن نردها بأحسن منها أو على الأقل بمثلها، واذا صنع احد جميلاً أو قدم له عملا، فالواجب يقتضي شكره، حتى ما يقدمه لنا من واجبات عمله، في وظيفته فاذا كان ذلك عموم الاعمال، فما بالنا بمن اجتهد، وبذل وقته في انجاح شأن من أدق شؤون المسلمين ألا وهو مراعاة شؤون القصر.
من جهته أكد مدير عام الهيئة العامة لشؤون القصر براك الشيتان، أن هذا التكريم جاء لتقدير جهود أبنائنا وبناتنا القصر المتفوقين دراسيا، وتقديرا لجهود الموظفين المثاليين الذين يعملون باجتهاد ومثابرة لخدمة الهيئة والمشمولين برعايتها.